بحر آرال أو مقبرة السفن فى آسيا الوسطى كارثة من صنع الإنسان

 

مقبرة السفن فى آسيا الوسطى كارثة من صنع الإنسان

عندما يتحول بحر آرال (رابع اكبر بحر في العالم) قديما الى مقبرة للسفن حديثا فهى حقا كارثة طبيعية و إنسانية تسبب في صنعها الإنسان، بحر آرال هو بحر داخلي يقع في آسيا الوسطى بين كازاخستان شمالا وأوزبكستان جنوبا، عرفه جغرافيو العرب ببحر خوارزم. تبلغ مساحته 68 ألف كيلومترا مربعا.


الكارثة الطبيعية...
كانت في الأربعينات عندما بدأ مخططون سوفييت بتنفيذ مشروع ضخم لري الصحراء وتجهيزها لزراعة الأرز والبطيخ والحبوب والقطن. وتقرر بذلك تحويل مسار النهرين (أمو داريا في الجنوب وسير داريا في شمال شرق البلاد) اللذان يغذيان بحر آرال.

وبحلول عام 1960، بدا تحويل ما بين 20 إلى 60 كيلومترا مكعبا من المياه في كل عام إلى اليابسة بدلا من البحر. ومع انعدام إمدادات المياه في البحر بدأت مياه آرال تنخفض شيئاً فشيئا. فمن عام 1961 إلى عام 1970، انخفض مستوى آرال بمعدل 20 سم في السنة، وفي السبعينات تضاعف  المعدل  ثلاث مرات تقريبا ليصل إلى 50-60 سم سنويا، وبحلول الثمانينات استمر مستوى البحر في الانخفاض، بنسبة 80 إلى 90 سم سنويا. وبحلول عام 2007، انخفضت مياه بحر آرال إلى 10٪ من حجمها الأصلي.

وظلت مياهه في إنخفاض وتحول إلى صحراء قاحلة محولة القاع إلى مقبرة للسفن التي صدئت مع مرور الزمن بفعل تأثير الشمس.


أما الكارثة الإنسانية ..
فكانت لمدينة مويناك التي كانت واحدة من أكبر المدن الساحلية الواقعة على ضفاف بحر آرال وتضم أكبر ميناء لكاراكالباكستان، وكانت هى وغيرها من المدن القريبة من البحر تزخر بثروة سمكية كبيرة حيث كانت توفر حينها حوالي 160 طنا من الأسماك يوميا يعد سدس الثروة السمكية في الاتحاد السوفياتي، و يعمل بها 40 ألف شخص لكن اليوم بعد أن ابتعدت مونياك عن البحر بمساحة تفوق الـ150 كيلومتر فتحولت تلك المدن الى مقابر لسفن الصيد. واغلق المطار وغادر بعض الصيادين ومات بعضهم فيما حول بعضهم الآخر مهنته من صيد السمك إلى تربية الإبل أو التجارة. متحملا العديد من الأمراض المزمنة والحادة التي سببتها عواصف الغبار السامة التي تمر من قاع البحر المتلوث إضافة إلى صيفاً أشد حرارة وشتاء اشد برودة من المعتاد.

 
هل يستطيع الإنسان إصلاح ما أفسده ؟
في الواقع أنه لا تزال جهود كازاخستان في إعادة بحر آرال الشمالي مستمرة. ففي عام 2005، تم بناء السد "كوكارال" للسيطرة على تدفق المياه القادمة من نهر سير داريا. وساهم السد في ارتفاع مستوى المياه بنسبة 24 متر في عام 2008. فيما يبقى مستقبل بحر آرال الجنوبي مجهولا.

 

شاهد الفيديو من هنا

 
--

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق